كم يكسب المتداول اليومي؟
من هو المتداول اليومي؟
عالم التداول يضم الكثير من الأنواع المختلفة من المتداولين اعتمادًا على المدة التي يحتفظ فيها بصفقاتهم مفتوحة وعدد المرات التي يتداولون فيها. المتداول اليومي يشتري ويبيع الأوراق المالية في غضون يوم واحد. من النادر أن يحتفظوا بصفقاتهم مفتوحة طوال الليل، حيث يميلون إلى الاستفادة من التحركات السعرية الصغيرة التي تحدث خلال اليوم.
في هذا المقال، سنتعرف على كيف يختلف التداول اليومي عن أنماط التداول الأخرى، وما هي إمكانات الربح التي يتمتع بها المتداول اليومي، وكيف يمكنك أن تصبح متداول يومي ناجح.
أهم الدروس المستقاة
- التداول اليومي ينطوي على شراء وبيع الأوراق المالية في غضون يوم واحد.
- يعتمد مقدار الربح الذي يمكن للمتداولين الحصول عليه على رأس مالهم، والسوق الذي يتداولون فيه، والأدوات التي يستخدمونها، ومقدار الوقت الذي يقضيه في التداول.
- يمكن للمتداولين اليوميين العمل لحسابهم الخاص أو العمل في المؤسسات المالية الكبيرة، مما يحدد الموارد المتاحة لهم وبالتالي صعوبة أو سهولة التداول.
- أقل من 20 % من المتداولين اليوميين يحققون دخل ثابت من التداول اليومي. الناجحين من المتداولين اليوميين فعلوا ذلك من خلال تطوير استراتيجية تداول قوية واستخدام أدوات إدارة المخاطر.
ماذا يفعل المتداول اليومي
التداول اليومي هو على الأرجح أسلوب التداول الأكثر شعبية لأنه لا يتطلب التزاما طويل الأجل. يميل المتداولون اليوميون إلى تداول الأوراق المالية التي تتقلب أسعارها كثيرا خلال ساعات التداول اليومية. وهذا يشمل الأسهم، وجميع أنواع العملات، والعقود الآجلة أو الخيارات. تعتمد استراتيجيتهم على تحديد الأوراق المالية التي تشهد تقلبات في الأسعار، وفتح المراكز والاحتفاظ بها لفترة قصيرة من الزمن. عادة لبضع ساعات، ولكن في بعض الأحيان لمدة عشر دقائق فقط أو نحو ذلك.
بالطبع، هذه التقلبات في الأسعار لا يمكن أن تكون كبيرة. لتحقيق أرباح مقبولة، يميل المتداولون اليوميون إلى قتح صفقات بأحجام كبيرة. وفي الكثير من الأحيان يستخدمون الرافعة المالية لفعل ذلك. لتحقيق النجاح كمتداول يومي ناجح، يتطلب الأمر الثبات في التداول ووجود استراتيجية تداول قوية تأخذ بعين الاعتبار جميع المخاطر المرتبطة بهذا النوع من التداول.
» تعرف عن استراتيجية للتداول اليومي باستخدام المذبذبات
كيف تصبح متداول يومي
إذا أردت أن تكون متداول يومي يجب أن عليك أن تكون مستعد لجعل هذا العمل وظيفتك اليومية. ولقضاء ساعات طويلة يوميا أمام الشاشة لمراقبة تحركات الأسعار ومتابعة الأخبار المتعلقة بالأسواق المالية. كما يتعين عليك أن تكون مُستعد للتعلم بشكل دائم من الممارسة والتجرية والخطأ، فالمعلومات النظرية وحدها لا تجعل منك متدول ناجح.
الأمر الآخر، هو رأس المال الاستثماري الكافي والمناسبة لتحقيق أهدافك. كلما زادت حجم الأوراق المالية التي يمكنك تداولها، زادت حجم عوائدك وأرباحك المحتملة. بدون رأس مال الكافي والمناسب، سيستغرق الأمر وقت طويل قبل أن ترى النتائج التي تأمل فيها.
ومن الضروري تعلّم أفضل استراتيجيات التداول اليومي وإدارة المخاطر. حيث يتضمن التداول اليومي الكثير من المخاطر، لذا يجب عليك وضع خطة صارمة والالتزام بها، لتخفيف من المخاطر وحماية رأس المال من الخسارة.
التداول اليومي: المسارات المهنية
المتداول اليومي يمكن أن يعمل لحسابه الخاص، أو العمل في مؤسسة مالية كبيرة. ولكل من الخيارين إيجابياته وسلبياته.
المتداول الحر الذي يعمل لحسابه الخاص لا يحتاج إلى الحصول على درجة جامعية للعمل في تداول الأوراق المالية. ويحتفظ بجميع أرباحه لنفسه ويمكنه تخطيط يوم عملهم وفق أهدافه ورغبته الخاصة. ليس لديهم رئيس يحوم فوقهم ولا يحتاجون إلى تحقيق أي أهداف أو معايير قد تحددها المؤسسات المالية لموظفيها. في المقابل، لا يتمتع المتداول الحر بمستوى عالٍ من الأمان الوظيفي ولا يملك فرص ترقية.
أما المتداولون الذين يعملون لحساب مؤسسات المالية كبيرة، فيجب عليهم في الكثير من الأحيان الحصول على درجة جامعية في اختصاص المالية للحصول على وظيفة. تتمثل المزايا في العمل لمصلحة الشركات الكبيرة في استخدام المتداولون لرأس مال الشركة لإجراء تداولاتهم، وبذلك لا يخاطرون بأموالهم الخاصة. بالإضافة إلى أن المؤسسات الكبيرة تتوفر على رأس مال أكبر، مما يوفر فرصًا للمتداولين المحترفين لإجراء تداولات أكبر. على الجانب السلبي، عادة ما يكون المتداولون اليوميون المحترفون موظفين بأجر، لذلك لا يمكنهم الاحتفاظ بأرباحهم. ثم أن حريته محدودة ويجب عليه تتبع أن تتبع ساعات العمل وقواعد الشركة عند التخطيط لاستراتيجية التداول. ومع ذلك، يمكن النظر إلى هذه السلبيات على أنها مزايا لأن المتداولين اليوميين الذين يعملون بشكل احترافي مع الشركات لا يقلقون بشأن أمنهم الوظيفي أو العمل الزائد.
» هل تبحث عن إستراتيجية تداول يومي؟ اقرأ استراتيجية التداول اليومي مع إيشيموكو
ما الذي يؤثر على إمكانات الربح في التداول اليومي
التداول اليومي عمل متقلب جدا، وحجم العوائد والأربح يعتمد على الكثير من العوامل المختلفة، وبعضها خارج عن سيطرتك. ولكن هناك بعض الأمور التي يمكنك التحكم فيها والعمل على جعلها تساعدك في تأمين أرباح مستقرة:
- رأس المال. لقد تحدثنا بالفعل عن رأس المال ومدى أهميته لأي متداول. إنه مهم بشكل خاص في التداول اليومي، أين تحتاج إلى شراء وبيع العديد من الأوراق المالية دفعة واحدة للاستفادة من حركات الأسعار الصغيرة. رأس مال يبلغ 1000 دولار يسمح بشراء أوراق المالية أكثر من رأس مال يبلغ 100 دولار. وذلك يزيد من الربح المحتمل من التداولات المستقبلية.
- الأدوات. استخدام الأدوات المهنية والمؤشرات يساعدك على تحديد أفضل فرص التداول بشكل أسرع من البحث عنها بنفسك. وبالطبع، المتداولين الأفراد لا يملكون جميع الأدوات التي يمتلكها المحترفون مع الشركات. وفي هذا الصدد، يعد العمل لدى مؤسسة مالية مفيدًا لأنه يمنحك الوصول إلى برامج أفضل يمكن أن تجعل التداول أسهل وأكثر ربحية.
- الوقت. يختلف التداول اليومي عن أنماط التداول طويلة الأجل حيث يتعين عليك قضاء عدة ساعات كل يوم لتحقيق ربح مقبول. إذا لم تتداول بشكل متكرر، فلن تتمكن من تطوير خطة تداول قوية أو الحصول على دخل منتظم من تداولاتك. لذلك من المستحيل تقريبا أن يستطيع المتداول اليومي الحفاظ على وظيفة أخرى بدوام كامل في نفس الوقت.
أرباح المتداول اليومي
لطالما كان التداول اليومي يتمتع بسمعة بأنه مسار وظيفي يعود عليه المتداولون بأرباح عالية، ولكن الحقيقة أكثر تعقيداً من ذلك بكثير. يمكن أن تتأثر أرباح المتداولين اليوميين بمستوى مهارتهم، ورأس المال الذي يمتلكونه، والأسواق التي يعملون فيها، والاستراتيجية التي يستخدمها في عملهم، وعوامل أخرى.
وفقاً لموقع zippia.com، يبلغ الراتب السنوي المتوسط لمتداولي اليومي في الولايات المتحدة 116,895 دولار. ولكن هذه الإحصائية تشمل فقط تلك العينة من المتداولين التي تستطيع تأمين دخل مستقر بفضل رأس المال الذي يمتلكون.
ومن الأمور التي يصعب حسابها هي زيادة رأس المال. إذا كان لديك رأس مال قدره 100 دولار فقط، فإن تحقيق ربح يبلغ 1,000 دولار يعني أن نسبة أرباحك تبلغ 1000%. ولكن هذا الربح نفسه برأس مال أولي قدره 10000 دولار يعني زيادة رأس مال قدرها 10% فقط. ولكن، هذا المؤشر نادراً ما يؤخذ بعين الاعتبار في الإحصائيات العامة.
وينسى الكثيرون أن نسبة 20% فقط من المتداولين تتمكن من جعل التداول اليومي إلى مهنة مستقرة. يعاني العديد من المتداولين من تكبّد الخسائر عند الدخول لأول مرة في التداول اليومي، ويستسلمون قبل أن يتمكنوا من تطوير استراتيجية تداول قوية. لذا فمن المهم جداً أن تخطط لكل صفقة وتحدد أهدافك السعرية في وقت مبكر. وإن وجود استراتيجية تداول محكمة الإعداد يمكن أن يوفر لك الكثير من المتاعب في المستقبل ويمنعك من ارتكاب الأخطاء التي قد تكلفك حسابك بالكامل.
كم عدد الصفقات التي يمكنك إجراؤها في يوم واحد كمتداول يومي ؟
وفقًا للوائح التداول، يعد المتداول يومي إذا أجرى أربعة أو أكثر من التداولات خلال خمسة أيام عمل. ومع ذلك، بفضل أدوات التداول الخوارزمية والتداول عالي التردد، يمكن للمتداولين اليوميين الآن أتمتة الكثير من المهام وتحسين إنتاجيتهم العامة. عادةً، المتداول اليومي في المتوسط يجري ما بين خمس وثلاثين صفقة تداول يوميا، مع أنّه يمكن زيادة هذا العدد باستخدام البرمجيات المتخصصة.
ما معدل النجاح بين المتداولين اليوميين؟
التداول اليومي هو طريقة صعبة إلى حد ما لتحقيق ربح مستقر. ووفقًا للبيانات الإحصائية التي جمعها موقع Business Insider، نسبة صغيرة فقط من المتداولين اليوميين - تتراوح بين 5% إلى 20% - تنجح في عالم التداول وتتمكن من تحقيق الأرباح بإستمرار. بينما يعاني الباقي من الخسائر، وعادة ما يفقدون رأس مالهم كاملا.
» لا تفوت أهم 9 نصائح مجانية للتداول النهاري للمتداولين
هل هناك أي مخاطر مالية في التداول اليومي؟
الجواب هو نعم. فالمتداولون اليوميون عرضة لخسارة المال بنفس القدر الذي يتعرض له المتداولون الآخرون. أنهم يحتاجون في كثير من الأحيان إلى المخاطرة بجزء كبير من حساباتهم لكي يحققوا دخل معتبر. لتقليل المخاطر، يعرف المتداولون اليوميون الخبراء كيفية وضع أهداف جني الأرباح وأوامر وقف الخسارة. ما يساعدهم على تقليل مقدار الخسائر التي قد يتعرضون لها.
الخلاصة
عمومًا، يمكن للتداول اليومي أن يكون وظيفة مربحة جدا، مع أنّها تنطوي على المخاطر. على المتداولين اليوميين استخدام استراتيجيات إدارة المخاطر وإنشاء خطة تداول والإلتزام بها بصرامة. يمكنك الاطلاع على المقالات التحليلية والتعليمية التي ينشرها المحللين في شركة FBS لرفع مستوى فهمك للأسواق المالية. يجب على المتداولين الجدد في هذا المجال الحرص على اكتساب المعرفة اللازمة لإدارة المخاطر والتخطيط لعمليات التداول بدقة وحذر. وعندما يتم ذلك بشكل صحيح، يمكن للمتداولين اليوميين تحقيق أرباح مجزية وتقليل المخاطر بشكل كبير. في النهاية، فإن التعلم المستمر والاستمرارية في اتخاذ القرارات هما المفتاحان للنجاح في عالم التداول اليومي.
» تعرف علي أفضل استراتيجية تداول يومي ناجحة