خطة تداول الفوركس: تعريفها وأمثلة عنها

هناك عدة مستويات للتداول، بدءاً من الأسهل، مثل شراء وبيع الأصول العشوائية، انتهاءاً بمستوى أكثر شمولاً، مع إدارة المخاطر والتوقيت والأهداف. تعتبر هذه العوامل مجتمعة ضرورية لكل متداول ناجح، لذلك قررنا شرح كل ما تحتاج لمعرفته حول القواعد التي يجب عليك اتباعها للتداول بشكل جيد.

ما هي خطة التداول؟

خطة التداول هي مجموعة من القواعد التي يجب على المتداول اتباعها لتحقيق أهدافه. وتشمل التوقيت، وتحمل المخاطر، وحجم الأمر، ونقاط الدخول/الخروج. أيضاً، غالباً ما تحدد خطة التداول كيفية إدارة المتداول للمراكز المفتوحة، والأوراق المالية التي يمكنهم تداولها، والعديد من القواعد الأخرى التي قد تكون مفيدة.

قد يعتقد البعض أنهم لا يحتاجون إلى خطة تداول لأداء جيد. في بعض الحالات المحظوظة، تمكن هؤلاء الأشخاص من تحقيق أرباح لفترة. ومع ذلك، عادةً ما يؤدي عدم وجود خطة تداول إلى خسائر فادحة لأن المتداول يواجه صعوبة في التحكم في عواطفه أثناء التقلبات الشديدة في السوق أو بعد سلسلة من المكاسب/الخسائر.

كما يوصي خبراء التداول بالتداول على حساب تجريبي إلى أن يتم وضع خطة تداول. بهذه الطريقة، ستكون قادراً على جمع بيانات كافية حول التداول بدون خطة لفهم أهميتها.

فهم خطة التداول

تجمع خطة التداول بين قواعد التداول وتنشئ خوارزمية عليك اتباعها. وبالتالي، فإن الهدف الأساسي للخطة هو مساعدتك على تحقيق أهدافك الشخصية في التداول. لنقول أن هدفك الأساسي هو الحؤول دون تكبد خسائر فادحة. بعد ذلك، يجب أن تحتوي خطة التداول الخاصة بك على جزء حيث تتوقف عن التداول وتأخذ استراحة بعد سلسلة من الصفقات السيئة. يمكنك حتى تغيير استراتيجية التداول الخاصة بك في حالة حدوث سلسلة خسائر طويلة الأمد، وهي أيضاً جزء من خطة التداول.

يمكن أن تكون خطط التداول طويلة جداً وتحتوي على الكثير من المواصفات المختلفة. ومع ذلك، فإن خطة التداول البسيطة ليست بالضرورة سيئة. إذا قمت باستثمار طويل الأمد، يمكنك تقييد مبلغ المال الذي ترغب في استثماره شهرياً، وتوقعات عائدك، وإجراءاتك في حالة الخسائر المطولة. ستعمل هذه الخطة بشكل مثالي، خاصة في سوق الأسهم العالمية، والتي تميل إلى النمو بمرور الوقت. ومع ذلك، فإن خطة التداول هذه ليس لها حد زمني، مما يعني أن هناك إمكانية للاحتفاظ بالأصول لسنوات أو حتى عقود قبل رؤية أي أرباح.

من ناحية أخرى، فإن لدى متداولي السوينغ والمتداولين اليوميين خطط طويلة تتضمن مواصفات مختلفة لروتين تداول. باستخدام الخطة، يمكن للمتداول بسهولة تحديد ما إذا كانت الصفقة تستحق العناء، وتنفيذ إجراء والتحكم في النتيجة إلى أقصى درجة. حتى إذا سارت الصفقة في اتجاه آخر، يمكنك تقليل المخاطر مع خطة التداول.

أمثلة عن خطة التداول

يمثل الشكل أدناه خطة تداول تعتمد على الترند. لاحظ أن هذه الخطة لا تتضمن العديد من الأجزاء الأساسية مثل التوقيت وإدارة المخاطر ونقاط الخروج والإطار الزمني ونوع الأصل. ومع ذلك، يعد هذا المثال مكاناً جيداً للبدء.

يجب أن تكون خطة التداول في مكان واحد. نقترح تضمين أكبر قدر ممكن من التفاصيل في خطتك إذ ستعتمد نتائجك عليها. إذا كنت في موقف هش، يجب أن تحتوي خطة التداول الخاصة بك دائماً على تعليمات عليك اتباعها.

فيما يلي وحدات خطة التداول الشاملة المعدة جيداً:

• روتين مرحلة ما قبل السوق. ماذا تفعل قبل بدء التداول؟ ربما تقرأ آخر الأخبار وتقرر ما هي الأصول التي ستختارها اليوم؟ أم تبحث في كل أصل تتداوله وتضع علامة على خطوط الدعم والمقاومة؟ في كلتا الحالتين، يساعدك روتين ما قبل السوق على التركيز على التداول وتجاهل كل ما قد يشتت انتباهك. طور روتيناً تتبعه لضمان الانضباط والاتساق، وحدده في خطة التداول الخاصة بك. ومن ثم التزم به يومياً.
• الإطار الزمني. يختلف التداول على أطر زمنية أكبر عن التداول على المدى القصير السكالبينغ أو التداول اليومي. تميل بعض استراتيجيات التداول، مثل استراتيجية الفجوة والتحرك «Gap and Go»، إلى العمل بشكل أفضل على M5-M15 الصغيرة، بينما تعمل استراتيجيات أخرى، مثل تداول الترند، بشكل أفضل على H4-MN (شهر واحد). لا يعني ذلك أنك ستخسر أموالك في محاولة اللحاق بالترند على إطار زمني M5، ولكن الأمر أكثر صعوبة، خاصة في سوق الفوركس، حيث تكون الحركة الجانبية هي الأكثر شيوعاً. لاحظ أن بعض المتداولين يستخدمون كل إطار زمني ولا يرون فرقاً بين التداول على M5 و H4. إذا كنت أحدهم، يمكنك تخطي هذه الخطوة والانتقال إلى الخطوة التالية.
• إدارة المخاطر. إنها جزء أساسي لأن الإدارة السليمة للمخاطر ستمنعك من خسارة كل أموالك في يوم سيء وترتقي باستراتيجية التداول الخاصة بك إلى مستوى جديد.
  • لتحسين إدارة المخاطر الخاصة بك، تحتاج إلى تعيين تراجع يومي – خسارة محتملة تتوقف بعدها عن التداول وتبدأ في تحليل أخطائك. عادة، يحدد المتداولون تراجعاً يومياً بنسبة 5-10%، وبعد ذلك يتوقفون عن فتح التداولات لبقية اليوم.
  • أيضاً، يجب على المتداول تحديد مقدار الأموال التي يُسمح له بخسارتها في صفقة واحدة. بالنسبة لي، يمثل 3% من رأس المال لكل صفقة، لكن غالباً ما يلتزم المتداولون الأكثر تحفظاً بنسبة 1% من رأس المال لكل صفقة. هذا يعني أنك بحاجة إلى 100 صفقة سيئة متتالية لإفشال حسابك، ولن تتكبد 100 خسارة أبداً إذا كانت استراتيجية التداول الخاصة بك مربحة.
  • أخيراً، سيكون من الأفضل أن يكون لديك نسبة مخاطرة إلى عوائد مناسبة. تقيس نسبة المخاطرة إلى العائد (R/R) العوائد والخسائر المتوقعة عند الاستثمار و فتح صفقات التداول. أقترح وجود نسبة 1:1.5 R/R على الأقل. بهذه الطريقة، فإن خسارتك المحتملة في كل صفقة هي X، وأرباحك 1.5X. ومع ذلك، فإن المتداولين الذين لم يحددوا مستويات إيقاف الخسارة و جني الأرباح مسبقاً قد يتخطون هذا الجزء إذا كانت خطة التداول الخاصة بهم تسمح بذلك.
• حدد ما إذا كنت ستتداول في ترند أو نطاق. هناك فرق شاسع بينهما. قد يحتفظ متداولو الترند بمركز مفتوح لفترة أطول إذ تميل الترندات إلى الاستمرار. وبالتالي، قد يحقق هؤلاء المتداولون أرباحاً أكبر مع مخاطر أقل. من ناحية أخرى، يستفيد متداولو النطاق أكثر من التحركات الجانبية والتوحيد.
• نوع السوق. يفتح السوق الأسهم لساعات محددة فقط، ويجب أن تكون أمام منصة التداول الخاصة بك في الوقت المحدد كل يوم من أيام الأسبوع. يتم تداول سوق العملات الرقمية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ولا يجب عليك ترك طلبك بدون وقف الخسارة بسبب التقلبات العالية. سوق الفوركس مفتوح على مدار 24/5 (بدون عطلات نهاية الأسبوع)، لكن التقلبات أقل. وذلك ناهيك عن أحداث الاقتصاد الكلي المختلفة التي تؤثر على هذه الأسواق. اختر ما تريد أكثر: من الأسهل تداول الأصول التي تهتم بها.
• تحتاج إلى البحث عن نفس الحركات في السوق والدخول في الصفقة فقط إذا كانت مكتوبة في خطة التداول الخاصة بك. هناك عدة خيارات لنقطة الدخول:
  • التراجع هو المكان المثالي للشراء في حالة الترند الصعودي.
  • يناسب الاختراق الحقيقي أولئك الذين يريدون تأكيداً حتمياً للحركة. ومع ذلك، يجب أن تكون على دراية بالاختراق الكاذب.
  • إذا كنت تستخدم المؤشرات الفنية في تداولك، مثل MACD، يمكنك الدخول في الصفقة من خلال تقاطع خطوط المؤشر.
  • يمكنك إنشاء إشارة الدخول الخاصة بك. على سبيل المثال، يمكن أن يكون تباعد في مذبذب RSI، أو لمسة لمستوى تصحيح فيبوناتشي، أو نمط شمعدان. ومع ذلك، من الأفضل أن يكون لديك عدة أسباب للدخول في الصفقة ولا تعتمد فقط على نمط واحد أو مؤشر فني.
• إيقاف الخسارة. يجب أن يكون لكل متداول خطة إذا ساءت الأمور. يمكنك تعيين أمر إيقاف الخسارة قبل الدخول في الصفقة ونسيان المخطط أثناء فتح الأمر. على العكس من ذلك، يمكنك مراقبة صفقتك وتحديد المكان والوقت الذي تريد الخروج منه. هذا النهج هو طريقة أكثر خطورة حيث يمكنك اتخاذ قرارات مدفوعة عاطفياً وخسارة الأموال في صفقة مربحة محتملة.
• أخذ الربح. إذا كانت لديك نسبة المخاطرة إلى المكافأ ، يجب أن يكون جني الأرباح الخاص بك أكبر من وقف الخسارة. ومع ذلك، يمكنك إغلاق جزء من مركزك عند الهدف الأول ثم تحريك أمر إيقاف الخسارة إلى نقطة التعادل. بهذه الطريقة، تصبح صفقتك خالية من المخاطر، ويمكنك الاحتفاظ بها لفترة أطول، مما قد يؤدي إلى زيادة أرباحك.

سيساعدك الشكل أدناه في طريقة إنشاء خطة تداول.

خطط تداول تكتيكية أو نشطة

يستخدم العديد من المستثمرين الاستثمار الآلي لاستثمار مبلغ محدد من المال كل شهر في الصناديق المشتركة أو الأصول الأخرى. تسمى خطط التداول هذه تلقائية. بينما تعمل العملية بشكل تلقائي، لا تزال بحاجة إلى تدوينها كخطة.

إذا حددت خطة التداول شرطاً تبحث فيه عن إدخالات، تسمى هذه الخطط تكتيكية أو نشطة. على عكس الاستثمار التلقائي، حيث يشتري المستثمر الأوراق المالية على فترات منتظمة، يتطلع المتداول التكتيكي عادةً إلى الدخول والخروج من المراكز عند مستويات أسعار معينة أو فقط عند استيفاء متطلبات معينة. لذلك تكون خطط التداول النشطة أكثر تفصيلاً.

يحتاج المتداول التكتيكي إلى رؤية مجموعة من المحفزات للدخول في الصفقة. يكون بعضها إشارات مؤشرات فنية أو تحيز إحصائي أو إصدارات اقتصادية. وبالتالي يتمحور الفصل “أمثلة على خطة التداول” حول الخطط التكتيكية لأنها تناسب المتداولين بشكل أفضل.

تعديل خطة التداول

يمكنك الاحتفاظ بخطة التداول الجيدة لفترة طويلة. إذ أنها عادة تغطي جميع الظروف التي قد تواجهها أثناء العمل مع السوق. لذلك، يجب عليك تغيير خطة التداول الخاصة بك عندما تطرأ لديك ضربة خاسرة أو يوم سيء، حيث تحتوي خطة التداول الخاصة بك على معلومات حول كيفية التصرف في مثل هذا الموقف.

ومع ذلك، بصفتنا متداولين، يجب علينا التحسّن والسعي لتطوير مهاراتنا ومعرفتنا. وبالتالي، إذا تخليت عن خطة التداول القديمة، فمن الحكمة تطويرها أو إنشاء واحدة جديدة تعكس وجهة نظر جديدة للسوق. انتبه إلى أنه يجب عليك الابتعاد عن التداول حتى تصبح خطة التداول الجديدة جاهزة.

قيود التداول

القاعدة الأساسية لخطة التداول هي الالتزام بها. تحتاج إلى وصف كل خطوة تقوم بها لتكون مربحة. علاوة على ذلك، إذا كانت خطة التداول الخاصة بك تستند إلى مؤشرات فنية، فيمكنك تحويلها لاستراتيجية تداول خوارزمية. على سبيل المثال، يمكنك إنشاء روبوت يتبع كل خطوة من خطتك، ويفتح الصفقات ويغلقها، بل ويوقف التداول عندما تكون هناك سلسلة خاسرة.

يجب أن يتضمن قسم إدارة المخاطر في خطة التداول الخاصة بك الإجراءات التي تتخذها في حالة حدوث خسائر كبيرة. بعد سلسلة من الصفقات غير الناجحة يفضّل أن تتوقف عن التداول وتأخذ استراحة. أفضل ما يمكنك فعله في هذه الحالة هو تحليل ما حدث. إذا ارتكبت أخطاء أدت إلى خسائر، فاكتبها في دفتر يوميات التداول الخاص بك وحاول تجنبها في المستقبل. إذا لم ترتكب أي أخطاء وكان تصرف السوق غير متوقع، فكل ما عليك هو تناول كوب من الشاي أو القهوة والاسترخاء.

الفرق بين خطة التداول ونظام التداول

نظام التداول هو مجموعة من القواعد التي تصوغ إشارات البيع والشراء بدون أي عناصر ذاتية. باختصار، يحدد نظام التداول كيف تدخل الصفقة بالضبط. كيف تقوم بتقسيم أمرك، وهل يجب أن تقوم بتقسيمه أصلاً؟ هل ستشتري الآن أم تنتظر قليلاً؟ سيجيبك نظام التداول على ذلك.

لذلك، فإن خطة التداول هي أكثر من مجرد نظام يخبرك بموعد الدخول والخروج من الصفقة. إنه دليل رحلتك لجميع احتياجاتك للتداول والمواقف التي قد تواجهها خلال أسفارك في عالم التداول.

الخلاصة

لا تقتصر خطة التداول على تحديد نقاط الدخول والخروج. إنها مجموعة شاملة من القواعد التي تمنحك الإجابة على كل جزء من روتين التداول الخاص بك. لا يوجد متداولون ناجحون بدون خطة تداول مناسبة؛ من الأفضل أن تقوم بإنشاء خطتك باستخدام هذه المقالة.

الأسئلة المتكررة FAQ

لماذا تعد خطة التداول مهمة؟

تمنحك خطة التداول الإجابة عن أفعالك في ظل الظروف المختلفة. تكون فرصك في الفوز في الأسواق المالية بدونها أقل بكثير.

ممّ تتكون خطة التداول؟

يجب أن تتضمن خطة التداول روتين ما قبل السوق، والإطار الزمني، وإدارة المخاطر، وظروف التداول، ونوع السوق، ونقاط الدخول، ووقف الخسارة، ومستويات جني الأرباح.

ما هي خطة التداول في الفوركس؟

إنها مجموعة من القواعد التي يجب على المتداول اتباعها لتحقيق أهدافه. وتشمل التوقيت، وتحمل المخاطر، وحجم الأمر، ونقاط الدخول/الخروج. أيضاً، غالباً ما تحدد خطة التداول كيفية إدارة المتداول للمراكز، والأوراق المالية التي يمكنهم تداولها، والعديد من القواعد الأخرى.

ما هي القاعدة الذهبية للتداول؟

يمكنك كسب الكثير من المال إذا كنت مواظباً، وتتعلم من أخطائك، وتتبع تقنيات إدارة المخاطر. تذكر هذا دوماً وستكون من الرابحين.

Author: FBS Analyst Team

مقالات أخرى لهذا الكاتب

المماثل

23.02.2023 13:50 تداول العملات المشفرة: كيف تختار عملة مشفرة للتداول

التداول ليس مهمة سهلة، فالأمر يتطلب بذل الكثير من الجهد والوقت، و اتقان استراتيجية تداول مربحة.

28.12.2022 17:05 كيفية تداول نموذج الشموع اليابانية الغربان الثلاثة السوداء

عند التداول، نعتمد على مجموعة من الأدوات التي تعطينا إشارات المختلفة للدخول والخروج من الصفقات.

12.12.2022 09:25 ما هي آلية استخدام أنماط المخطط البياني المثلثية؟

إن نمط المخطط البياني المثلثي نمط توحيد يتضمن تحرك سعر الأصل ضمن نطاق ضيق بشكل تدريجي.