أهم 8 مؤشرات في السكالبينج

هناك العديد من العوامل التي تؤثّر على الأسواق المالية لدرجة أنه غالبًا ما يكون من المستحيل التنبؤ بشكل صحيح بالحركة القادمة للأسعار. ويخسر العديد من المتداولين أموالهم التي تمكنّوا من الحصول عليها بعد عناءٍ شديدٍ بسبب تقلّبات الأسعار غير المتوقعة. حيث ينتقل البعض إلى أطر زمنية أصغر ويلجؤون إلى تداول السكالبينج لتقليل مخاطر التعرّض لتقلّبات الأسعار الكبيرة.

في هذه المقالة، سنتعرّف على ماهية السكالبينج، والمؤشرات التي يستخدمها المستثمرون، وكيفية تطبيق هذه المؤشرات في تداول السكالبينج.

ما هو السكالبينج؟

السكالبينج عبارة عن استراتيجية تداول يومية قصيرة الأمد للغاية يتمُّ عن طريقها تحقيق أرباحٍ من مجرد حدوث تغيُّراتٍ طفيفةٍ في الأسعار. يُسمَّى المتداولون الذين يستخدمون هذه الإستراتيجية بالمضاربين أو السكالبرز، وهدفهم الرئيسي هو كسب المال من عدد كبير من الصفقات الرابحة الصغيرة بدلًا من الاعتماد على عددٍ قليلٍ من الصفقات الأكبر والأطول أمدًا. تستغرق كل عملية تداول ما بين ثانيتين إلى ساعة واحدة، ويمكن أن يتراوح عدد الصفقات التي يقوم بها المضارب في يوم واحد من 10 إلى عدة مئات، اعتمادًا على ما إذا كان المضارب يتداول يدويًا أو باستخدام برنامج تداول آلي.

الأمر الأساسي الذي يجذب المتداولين إلى هذه الإستراتيجية هو أنه من الأسهل بكثير استغلال تحرُّكات الأسعار الصغيرة والربح منها مقارنةً بالتحرُّكات الكبيرة. تَحدُث التغيرات الطفيفة في الأسعار بشكل متكرر، وبما أن كل صفقة تستمر لفترة قصيرة، فإن خطر التعرّض لأحداث سلبية قد تؤدي إلى تحركات أسعار غير مرغوب فيها أقلُّ بكثير.

ما هي آلية عمل السكالبينج؟

على الرغم من اعتبار السكالبينج أقلّ خطورةٍ من استراتيجيات التداول طويلة الأمد، إلّا أنه يعمل بشكل جيد فقط عندما يكون لدى المتداول خطّة تداولٍ قويةٍ ونظامٌ صارمٌ، لذلك فهو مناسبٌ أكثر للمتداولين ذوي الخبرة.

قبل الدخول في صفقة، يجب على المتداولين تحديد نقطة الدخول وهدف الربح ومستوى الخسارة المقبولة. بمجرد قيامهم بذلك، فإن الالتزام بهذه الخطّة أمر بالغ الأهمية. إذا وصل السعر إلى هدف الربح، يخرج المتداولون دائمًا من الصفقة حتى وإن كان هناك احتمالٌ بأن يرتفع السعر أكثر. أما إذا وصل السعر إلى مستوى الخسارة المقبولة، فإنهم يتركون الصفقة دون انتظار انتعاش السعر. ويقلّل ذلك من مخاطر التعرّض لتحركات السوق غير المتوقعة وغير المرغوب فيها ويجعل السكالبينج أقل خطورة من استراتيجيات التداول الأخرى.

للتخطيط لتداول ناجح، يحتاج المضاربون إلى فهم التحركات المستقبلية للسوق، لذلك يستخدمون الكثير من مؤشرات التحليل الفني، ويدرسون مخططات الأسعار قصيرة الأمد (من 1 إلى 5 دقائق)، ويفهمون نفسية المتداولين وتحركاتهم التالية اعتمادًا على ظروف السوق الحالية.

مزايا وعيوب السكالبينج

كأيّ أسلوب تداول آخر، فإن للسكالبينج مجموعة من الإيجابيات التي قد تجعله جذابًا للمتداولين وعدّة سلبيات أيضًا قد تجعلهم يبتعدون عنه.

وتشمل مزايا السكالبينج ما يلي:

• مخاطر أقل. يستفيد المضاربون من تحركات الأسعار الصغيرة التي تحدث في إطار زمني أقل. حتى عندما يتحرك السعر ضد مصلحة المتداول، فليس لديه الوقت الكافي للتحرك خارج مستوى الخسارة المقبولة المحدَّدة مسبقًا، مما يضع حدًّا لأي خسائر قد يتكبدها المتداول.
• الربحية المحتملة. إذا التزم المضاربون بخطط التداول التفصيلية الخاصة بهم وتداولوا قدرًا كبيرًا من الأصل في وقت واحد، فيمكنهم تحقيق ربح مرتفع في نهاية اليوم.
• لا حاجة لمتابعة الأمور الأساسية. يتضمن التداول الأساسي تتبع الأخبار والأحداث وتقارير الإحصاءات الاقتصادية التي تؤثر على قيمة الأصل لتحديد أفضل وقت لشرائه أو بيعه. ولكن نظرًا لكون المضاربين يستفيدون من التقلّبات الصغيرة في الأسعار، فلن يحتاجوا إلى متابعة الأمور الأساسية لأنها لا تحمل أي تأثير على الأطر الزمنية القصيرة.
• يعمل في الاتجاهين. باستخدام السكالبينج، من الممكن التداول في كل من الأسواق الصاعدة والهابطة، بحيث يكون لدى المتداولين فرص أكبر للربح من تغيّرات الأسعار.
• قابل للتداول الآلي. يتطلّب السكالبينج الدّقة والتوقيت المناسب إذ يمكن أن يؤثر التأخير ولو لثانية واحدة على مسار تداولك. لحسن الحظ، من الممكن استخدام برنامج التداول الآلي لإرسال أوامر التداول عندما يصل السعر إلى أحد الأهداف وتحقيق أقصى ربح من كل صفقة.

بعد أن استعرضنا كافة المزايا، ننتقل لبعض العيوب التي يجب على المتداولين معرفتها قبل اتخاذ قرار باستخدام هذه الإستراتيجية في تداولهم.

• يتطلّب الكثير من الخبرة والوقت. بالرغم من أن السكالبينج قد يبدو سهلًا، إلا أنه استراتيجية تداول متقدِّمة تتطلَّب فهمًا جيدًا للسوق وكيفيّة تحركّه. قد يجد المبتدئون صعوبةً في الالتزام بخطة تداول صارمةٍ ومواكبة الصفقات المختلفة لساعات كل يوم. من ناحيةٍ أخرى، يتمتّع المتداولون المتمرّسون بانضباط أفضل وخبرة وأموال أكبر لمواكبة حركات السوق المتغيّرة باستمرار.
• مصاريف التحويلات. يتعيّن على المتداولين بطريقة السكالبينج، مثلهم مثل المتداولين الآخرين، دفع عمولة أو سبريد مقابل كل صفقةٍ يقومون بتنفيذها. ونظرًا لأن المتداولين بطريقة السكالبينج يقومون بصفقات أكثر بكثير من المتداولين الآخرين، فمن الممكن أن تتراكم التكاليف وتفوق الأرباح التي يحققونها من تلك الصفقات.
• مشاكل تقنية. كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن يؤثّر التأخير ولو لثانيةٍ واحدةٍ على نتيجة الصفقة. ولكن التأخير ليس دائمًا خطأ المتداول. يمكن أن يتسبّب الاتصال السيء بالإنترنت، ومشكلات النظام الأساسي، وغيرها، في حدوث انزلاقاتٍ وتأخيراتٍ في التنفيذ، مما يحوّل الصفقة الواعدة إلى فاشلة. يمكن التخفيف من ذلك باستخدام برامج التداول الآلي وخادم VPS، أما بالنسبة للمتداولين الذين لا يستطيعون الوصول إلى هذه الأدوا، فعليهم توخّي الحذر بخصوص السكالبينج.

ثمانية مؤشرات شائعة الاستخدام

بالرغم من أنَ المتداولين عن طريق السكالبينج قد لا يحتاجون ن إلى معرفة الاتجاه طويل الأمد للسوق، إلا أنهم يجب أن يفهموا أين ممكن أن يتحرك السعر لاتخاذ قرارات مستنيرة. وهنا يأتي دور مؤشرات التحليل الفني التي تصبح مفيدةً بشكل خاص، حيث يمكن للمتداولين استخدامها للتنبؤ بتحركات الأسعار المستقبلية. والآن، سنلقي نظرةً على المؤشرات الثمانية الأكثر استخدامًا في السكالبينج.

1. مؤشر SMA

يعدُّ مؤشر المتوسط المتحرك البسيط (SMA) أحد الأدوات الأساسية التي يستخدمها المضاربون لتحديد الاتجاه وبناء استراتيجية تداول. ويعطي معلومات حول متوسط سعر أصل معين عن طريق إضافة نطاق من أسعار الإغلاق وقسمة المجموع على عدد الفترات ضمن هذا النطاق. يساعد ذلك المضارب على فهم ما إذا كان سعر الأصل يتحرك لأعلى أو لأسفل، وما إذا كان الاتجاه الحالي سينعكس.

2. المتوسط المتحرك الأُسّي (EMA)

المتوسط المتحرك الأُسّي هو مؤشر آخر أيضاً يستخدم المتوسطات المتحركة. ومثله مثل مؤشر SMA، فإنه يحلِّل سعر الأصل. لكن مؤشر EMA يركّز على أحدث سعر ويمكن أن يوفّر معلومات أكثر تفصيلًا للمضاربين. يستخدم المضاربون هذا المؤشر لتحديد الاتجاه الحالي وتحديد نقاط الدخول المحتملة. إذا تجاوز السعر المتوسط المتحرك الأُسّي من الأعلى أو من الأسفل، فيمكن أن يشير ذلك إلى فرص شراء أو بيع محتملة.

3. مؤشر MACD

المؤشر التالي في القائمة هو مؤشر تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD). إنه مؤشر يتبع الاتجاه ويوضّح العلاقة بين متوسِطَيْن متحرِّكَيْن. تشير الحركة اللاحقة لخطين عندما يتداخلان أو يتقاربان أو يتباعدان عن بعضهما البعض إلى الزخم الحالي، مما يمنح المتداولين إشارات شراء أو بيع. يستخدم المضاربون هذا المؤشر للعثور على نقاط الدخول أو الخروج المحتملة وتحديد تغيُّرات الاتجاه.

4. مؤشر بارابوليك سار SAR

مؤشر بارابوليك سار أو مؤشر القطع المكافئ للتوقّف والانعكاس (SAR) هو مؤشرٌ شائعُ الاستخدام من قِبَل المتداولين للحصول على معلوماتٍ مُفصَّلةٍ حول اتجاهات حركة السعر. حيث يظهر مؤشر بارابوليك سار «SAR» على الرسوم البيانية كسلسلة من النَّقاط أعلى أو أسفل السعر. إذا تم عرض النقاط أسفل السعر، فإن السعر يتحرك صعودًا والعكس صحيح. عندما تُغيّر النقاط مواقعها، يجب أن يَتوقَّع المتداولون انعكاسًا مُحتَمَلًا في الاتجاه. يفيد هذا المؤشر المضاربين بشكل خاص حيث يمكنه تحديد الزخم قصير الأمد لحركة السعر.

5. مؤشر ستوكاستيك

مؤشر التحليل الفني التالي الذي يستخدمه المضاربون هو مؤشر ستوكاستيك. وهو مؤشر زخم، يقارن سعر إغلاق أحد الأصول بمجموعة من أسعاره خلال فترة زمنية محددة. وبالتالي، يمكنه أن يُحدِّد ذروة الشراء أو ذروة البيع في السوق، والتي يمكن أن تشير إلى انعكاس محتمل للاتجاه.

6. متوسط السعر المُرجَّح بحجم التداول (VWAP)

متوسط السعر المُرجَّح بحجم التداول (VWAP) هو أداة تحليلٍ فنيٍّ تساعد المتداولين على تحديد سيولة أحد الأصول وتحديد مستويات الدعم والمقاومة. يُستخدم VWAP لحساب متوسط سعر الأصل بناءً على الحجم الذي تم شراؤه خلال فترةٍ زمنيةٍ معيّنةٍ. يعمل هذا المؤشر بشكل أفضل مع الصفقات قصيرة الأجل، لذلك يُستَخدَم بشكل أساسي في السكالبينج واستراتيجيات التداول اليومي الأخرى.

من الأفضل اتّباع استراتيجيات التداول ذات الصلة بحجم التداول من خلال الخدمات التي توفِّر بيانات حجم مُجمَّعة. يُوضّح الشكل أدناه مؤشر VWAP على موقع Trading View.

7. مؤشر بولينغر باند

مؤشر بولينغر باند هو مؤشر سكالبينج يتكوّن من ثلاثة خطوطٍ: متوسطٌ متحركٌ (الخط الأوسط) واثنين من الانحرافات المعيارية (الشريطين العلوي والسفلي). يمكن أن يساعد هذا المؤشر المتداولين على تحديد مستويات ذروة الشراء والبيع وتحديد الاتجاهات والانعكاس المحتمل، ويستخدمه المضاربون بشكل أساسي للعثور على نقاط الدخول وقياس التقلّبات. عندما يصل السعر إلى النطاق العلوي أو السفلي، يمكن أن يشير إلى انعكاس محتمل في الاتجاه أو الاستمرار فيه.

8. مؤشر القوة النسبية (RSI)

مؤشر القوة النسبية (RSI) هو مؤشر تذبذب يحدّد قوة حركة السعر من خلال قياس تغيُّرات الأسعار والسرعة التي تحدث بها هذه التغيُّرات. يستخدم المضاربون هذا المؤشر لتحديد مستويات ذروة الشراء والبيع المحتملة، والتي يمكن أن تشير إلى انعكاس مُحتَمَل في الاتجاه.

أفضل إستراتيجيات تداول السكالبينج

لإتقان السكالبينج، تحتاج إلى تطوير استراتيجية تداولٍ موثوقةٍ لتساعدك على تحقيق أقصى ربح من جميع صفقاتك. فيما يلي ثلاث استراتيجيات تداول السكالبينج التي يستخدمها المضاربون في جميع أنحاء العالم:

استراتيجية شرائط المتوسطات المتحركة

تتضمّن استراتيجية السكالبينج استخدام العديد من المتوسطات المتحركة الأُسّية ذات الأطر الزمنية المختلفة. على سبيل المثال، يستخدم المضاربون بشكل عام المتوسطات المتحركة الأُسّية 10 EMA و 20 EMA و 50 EMA و 100 EMA. ثم يتم رسم المتوسطات المتحركة الأُسّية على الرسم البياني في شكل يشبه الشريط بشكل متوازي. يمكن استخدام هذا الشريط لتحديد الاتجاه وزخمه. يشير الشريط "الانسيابي" إلى اتجاه قوي، مما يعني أنه يمكن للمضاربين فتح صفقة بيع أو شراء.

يجب وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع سوينغ (لصفقة الشراء) أو أعلى مستوى سوينغ سابق (لصفقة البيع). بمجرد أن يلامس السعر 200 EMA مرة أخرى، يكون الوقت قد حان لإغلاق الصفقة وجني الأرباح.

استراتيجية بولينغر باند

تعتمد هذه الإستراتيجية على استخدام مؤشر بولينغر باند. كما تعلم، يتكون النطاق من ثلاثة خطوط: انحرافان معياريان و SMA بينهما. إذا تجاوز السعر أحد النطاقات الخارجية، فهذا يشير إلى وجود انعكاس محتمل أو استمرار قادم في الاتجاه.

يجب وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع سوينغ (لصفقة الشراء) أو أعلى مستوى سوينغ سابق (لصفقة البيع). ويمكن للمضاربين الدخول في صفقة بمجرد عبور السعر لأحد النطاقات الخارجية والخروج عندما يعود إلى SMA.

إستراتيجية MACD و EMA المدمجة

في هذه الإستراتيجية، يستخدم المضاربون MACD ومؤشر EMA (على سبيل المثال 200 EMA) لتحديد اتجاه الترند وزخمه. وإذا ارتفع خط MACD فوق مستوى الصفر بينما كان المتوسط المتحرك الأُسّي أقل من السعر، فإنه يعطي إشارة شراء محتملة. في الوقت نفسه، إذا انخفض خط MACD إلى ما دون مستوى الصفر مع وجود المتوسط المتحرك الأُسّي أعلى من السعر، فيجب أن يستعد المضاربون لفتح صفقة بيع. عندما ينزلق MACD أسفل خط الإشارة، فقد حان الوقت للخروج من الصفقة.

الخلاصة

يتطلّب السكالبينج الكثير من الصبر والانضباط والوقت من المتداول. وإذا كنت تريد البدء في السكالبينج، فأنت بحاجة إلى أن تكون قادرًا على اتخاذ قرارات سريعة ومعرفة كيفية استخدام المؤشرات المختلفة. مع الإستراتيجية والعقلية الصحيحة، يمكنك أن تصبح مضاربًا ناجحًا وتحقّق أرباحًا كبيرة من الأصول الأكثر سيولة.