كيف تضع خطّة ناجحة للتداول في سوق الفوركس؟
العديد من المتداولين في يدخلون إلى سوق الفوركس على أمل تحقيق أرباح سريعة وسهلة. صحيح أن سوق الفوركس يمنح المتداولين الكثير من الفرص لكسب المال بالاستفادة من تقلبات الأسعار. ولكن من الصعب تحقيق دخل منتظم دون تخطيط دقيق واستراتيجية جيدة، لأن القرارات الاندفاعية ونقص الانضباط الذاتي يمكن أن يحول أي صفقة رابحة إلى صفقة خاسرة.
في هذه المقالة، سوف نعرف ما هي خطة التداول ولماذا من المهم إنشاء واحدة قبل البدء في التداول. كما ستتعلم كيفية بناء خطة تداول ناجحة يمكن أن تساعدك على زيادة فرص نجاحك في تداول الفوركس.
ما هي خُطَّة التداول؟
ببساطة، خطة التداول في الفوركس هي مجموعة من القواعد والتعليمات التي يضعها المتداولون لاتباعها و الالتزام بها عند اتخاذ قرارات التداول من أجل تحقيق الصفقات الرابحة. خطة التداول العادية تحدد أهم الأمور التي يجب على المتداولين النظر فيها قبل فتح صفقة جديدة، مثل التوقيت وحجم الصفقة وإدارة المخاطر ونقاط الدخول والخروج. ويمكن أن تشمل أيضًا قواعد عامة، مثل نوع التداول الذي يفضله المتداولون والأصول التي يريدون التركيز عليها وأهداف الأرباح الأسبوعية أو الشهرية.. إلخ.
من المهم أن تتذكر أن خطتك للتداول يجب أن تعكس احتياجاتك و ظروفك الخاصة. فإذا أخذت خطة التداول لشخص آخر وطبّقتها في تداولك، فستكون هذه الخطوة ضارة لأن كل متداول له وسائل وموارد وأهداف مختلفة. تطوير خطة تداول جديدة من الصفر يمكن أن يساعدك في تقييم قدراتك المالية وفهم الوتيرة الملائمة لمستوى كفاءتك.
لماذا خطة التداول مهمة؟
في العقود الماضية جذب سوق الفوركس الكثير من المتداولين الجدد الذين ليس لديهم أي خبرة مسبقة في العمل مع الأسواق المالية. ونظرًا لذلك و أيضا لنقص القيود العامة على السوق، فمن السهل يتوه المتداولون المبتدئون والمحترفون على حد سواء وسط التغيرات المستمرة للأسعار في السوق.
و في حال غياب خُطَّة واضحة و مترابطة تحدد لك أهدافك بدقة، فأنت تخاطر بتفويت فرص فتح أو إغلاق صفقات التداول المربحة. فخطة التداول توفر بنية تحتاج إليها في التداول، وتساعدك في فهم حدودك وأهدافك للنجاح في تداول الفوركس. إنها أيضًا طريقة جيدة لتتبع و تقييم الاستراتيجيات الرابحة والخاسرة، ما يجعل من السهل عليك التعلم من أخطائك و تصحيحها وتحسين مهاراتك في التداول.
10 خطوات لبناء خطة تداول ناجحة
1. أعدّ نفسك عقليا
يجب على متداولي الفوركس العمل في بيئة متسارعة و فيها الكثير من المتطلبات، ففي كل ثانية هناك فرص أو مخاطر جديدة. ولتتمكن من مواكبة التغيرات المستمرة للأسعار واتخاذ قرارات سريعة بطريقة صحيحة ومنطقية، تحتاج إلى التركيز بشكل حصري على التداول.
فإذا شعرت بأنك لم تحصل على قدر كافٍ من النوم، أو تواجه صعوبة في التركيز على مهمة واحدة دون أن تشتت، فإن التداول في هذه الحالة قد يأتي بنتائج سلبية. عندما لا تستطع التركيز، فأنت تخاطر بتفويت فرص التداول، أو إلى تكبّد إلى خسائر المالية.
كما أنه من المهم أن تتحكم في عواطفك عند التداول. الإصرار على ترك الصفقات مفتوحة حتى عندما تشير كل الدلائل إلى وجوب التخلي عنها و إغلاقها، واتخاذ قرارات غير منطقية بسبب الغضب أو اليأس، أمور ضارة ليس فقط لحالتك النفسية، ولكن أيضاً لمحفظتك المالية.
العديد من المتداولين يمارسون الاسترخاء الذهني والتأمل من أجل الاستعداد النفسي للتداول والتخلص من التشتت. وبعضهم يكرر بعض الشعارات السوق التحفيزية قبل البدء في التداول. مهم يكن الأمر الذي يساعدك على البقاء مركزا، من المهم أن تعرف متى تنسحب من السوق عندما تفقدك تركيزك، ثم العودة إلى التداول عندما تشعر بالراحة. عند التداول في سوق الفوركس، من المهم جداً أن تكون مدرك لـنفسية التداول. فهذا يمكنك من تحديد الأنماط السلبية في التفكير واتخاذ إجراءات فورية لحماية أموالك من السلوك الاندفاعي.
2. البحث عن الفرص
التداول في أسواق المال التي تشهد حركية كبيرة وغير متوقعة في الأسعار يمكن أن يكون صعب ومحفوف بالمخاطر إذا لم يكن لديك خبرة في التعامل مع هذه التغيرات السعرية. ومن ناحية أخرى، إذا كانت السوق بطيء الحركة، فمن الصعب العثور على فرص تداول جيدة يمكن أن تحقق منها أرباح معتبرة. لذلك، يجب عليك أن تكون على دراية بما يجري حاليا في عالم الأعمال المالية لأنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على السوق ويخلق فرص للتداول أو يسلبها.
لذلك، يجب عليك متابعة الأحداث التي قد تؤثر على أداء الأصل المالي الذي تتداول عليه. كما يمكنك الاطلاع على جدول التقويم الاقتصاديوتوزيعات أرباح الشركات على موقع FBS ، التي يمكن أن تؤثر أيضا بشكل كبير على السوق. إذا علمت بوعد حدث معين قبل أن يعرف به الجمهور العام، فذلك يمكن أن يساعدك في تحليل الاحتمالات بسرعة والتحضير للتغييرات المحتملة في السوق وتخطيط للتداول على الوجه المناسب.
3. استخدم التحليل الفني
إذا كنت قد درست في أي دورة للمبتدئين، فأنت تعرف أن التحليل الفني هو جزء مهم من التداول. يتم استخدام أدوات التحليل الفني لتوقع حركات الأسعار المستقبلية، وذلك بتحليل البيانات الإحصائية التي تم جمعها من نشاط التداول والأسعار السابقة. يستخدم المتداولون التحليل الفني لدراسة مستويات عرض وطلب في السوق، والتي بدورها يمكن أن تؤثر على التغيرات في سعر و أحجام التداول على الأصول المالية وتسبب بعض التقلبات في السوق.
في الوقت الحاضر، تقدم منصات التداول مجموعة واسعة من أدوات التحليل الفني: برامج تعرف على أنماط الرسوم البيانية، ومؤشرات الزخم والحجم والمتوسطات المتحركة وغيرها. باستخدام هذه الأدوات للكشف عن أنماط الرسوم البيانية المميزة، ورسم خطوط الدعم والمقاومة على الرسم البياني، وتحديد اتجاه تحرك السعر يمكنك اتخاذ قرارتك في التداول بشكل أفضل و لتحديد نقاط الدخول والخروج بدقة أكبر.
4. اختر أسلوبك الخاص في التداول
قبل البدء في التداول في أسواق المال، يجب عليك اختيار نمط و أسلوب التداول الذي تريده، على الأقل مؤقتا. يعتمد أسلوب التداول الذي تختاره على كمية الوقت والمال الذي يمكنك استثمارها في التداول. عادةً، يلتزم معظم المتداولين بالتداول اليومي أو التداول المتأرجح أو التداول على المدى الطويل.
- التداول اليومي ينطوي على شراء وبيع الأصول خلال يوم واحد. في هذا النوع من التداول عادة ما تدوم الصفقات مفتوحة لبضع ساعات، ولكن في بعض الأحيان حتى لا يتجاوز الـ 10-20 دقيقة. يسعى المتداولون اليوميون لتحقيق الربح من التقلبات السريعة في الأسعار، ويمكنهم فتح 30 صفقة أو أكثر في نفس الوقت.
- التداول متأرجح يسعى المتداوون إلى استغلال تغييرات و التحركات الكبيرة في اتجاه الأسعار. يعد التداول المتأرجح أسلوب تداول متوسط المدى حيث يمكن للمتداولين الاحتفاظ بصفقاتهم مفتوحة لعدة أيام متتالية.
- التداول على المدى الطويل أو الاستثمار هو نمط تداول يتطلب الاحتفاظ بالصفقات مفتوحة لعدة أشهر أو سنوات. أين يحاول المتداولون توقع اتجاه السوق الأساسي والربح من ارتفاع الأسعار على المدى الطويل. كما يتطلب التداول على المدى الطويل رأس مال أكبر لتحمل التراجعات والتقلبات المحتملة في السعر و أيضا تحقيق عوائد ملموسة.
كما ترى، يتطلب كل أسلوب تداول مستويات مختلفة من الاهتمام من المتداولين. حيث يجب على المتداولين اليوميين مراقبة الرسوم البيانية باستمرار لاستغلال الفرص و تحقيق أكبر قدر من الأرباح. بينما المتداولون على المدى الطويل لا يحتاجون إلى المتابعة اللصيقة لصفقاتهم.
كما يمكنك تعديل أسلوبك في التداول حسب ظروف السوق الحالية. على سبيل المثال، إذا كان السوق يتحرك في اتجاه محدد، فمن الأفضل الالتزام بالتداول المتأرجح للاستفادة من حركة الأسعار الكبيرة. ولكن إذا كان السوق يتحرك في نطاق محدود، فإن التداول اليومي سيجلب نتائج أفضل ويتيح لك استغلال التغييرات الصغيرة في الأسعار.
5. تحديد حجم رأس مال التداول
إذا وضعت كامل رأس مالك في صفقة واحدة، فقد تحقق أرباح كبيرة، ولكنك أيضا قد تخسر حساب التداول بالكامل. لذلك يجب توزيع جزء فقط من رأس المال على كل صفقة واحدة. حتى لا تخسر كل أموالك دفعة واحدة إذا حدث خطأ ما.
يعتمد حجم رأس المال الذي تستخدمه في صفقة واحدة على قدرتك على تحمل المخاطر و أسلوبك في التداول. إذا كنت تتداول على المدى الطويل وتأمل في الحصول على عوائد عالية بعد مدة، فقد يكون من الأفضل استعمال رأس مال تداول أكبر لتحقيق أفضل النتائج. في المقابل، من الخطورة استعمال مبلغ كبير من المال على صفقة تداول لمدة ساعة خلال سوق متقلب ، لذا فمن الأفضل توزيع هذا المبلغ على عدة صفقات.
عمومًا، يجب أن يتراوح حجم صفقة التداول الواحدة بين 1-5% من حجم رصيد حساب بالتداول. بهذه الطريقة، لن تخسر حسابك بالكامل إذا خسرت الصفقة. ومع ذلك، إذا واجهت سلسلة من الخسائر، فمن الأفضل أخذ استراحة والعودة إلى التداول في وقت لاحق، حتى لا تؤثر عليك المشاعر السلبية عند اتخاذ قرارات التداول.
6. تحديد مستويات الدخول و الخروج
أمر آخر مهم و هو تحديد مستويات الدخول والخروج من الصفقات. بالرغم من الاعتقاد الشائع، في الواقع فإن تحديد نقاط الخروج أكثر أهمية من تحديد مستويات الدخول في صفقات التداول. الكثير من المتداولين يركزون جهودهم على فتح الصفقة مع إهمال تحديد شروط الخروج من هذه الصفقات. لهذا يجب دائما معرفة مستويات الخروج من الصفقات قبل فتحها.
إذا وجدت فرصة تداول محتملة، فكر في المستوى الذي سوف تضع فيه أمر جني الربح و وقف الخسارة. بعض المتداولين يخروجون من الصفقات عندما يصل السعر إلى رقم كامل (مثل 50 دولار) أو بنسبة كاملة (مثل 15%). ولكن يجب عليك دائمًا الحفاظ على طموحاتك ضمن حدود منطقية. إن تحديد نقاط الخروج في مستويات بعيدة جدا يزيد من المخاطر و يقلص من فرص تحقيق أرباح أقل ولكنها أكثر قابلية للتحقق.
تحديد قواعد الدخول أسهل بكثير. عليك فقط البحث عن إشارة والتحقق مما إذا كان هناك حد أدنى من الأرباح التي يمكن استهدافها ضمن النطاق المتاح. إذا استوفيت كل الشروط التي حددتها للتداول، يمكنك فتح الصفقة. ومع ذلك، حاول ألاّ تعقّد كثيرا من هذه القواعد. سوف يصعب عليك أيحاد الفرص التداول إذا كان لديك قائمة طويلة من الشروط التي يجب استيفاؤها قبل الدخول في الصفقات. حاول ضع قواعد دخول بحيث لا تقيد من فرص التداول، واختر إشارات دخولك بحكمة.
7. إدارة المخاطر
عندما تحدد نقاط الدخول والخروج، من المهم جدا أن تحمي من التحركات السعرية غير المتوقعة. هناك العديد من أدوات إدارة المخاطر المتاحة للمتداولين، ولكن أبسط شيء يمكنك فعله هو وضع أوامر وقف الخسارة. تُنفَّذ هذه الأوامر بمجرد وصول السعر إلى مستوى معين وتمنعه من التحرك إلى مستوى معين آخر. ذلك يسمح لك بوضع حدٍ لأي خسائر محتملة. مكنك أيضًا استخدام أوامر جني الأرباح أو الأوامر المعلّقة (Take-Profit or Limit Orders) للخروج من الصفقات آليا دون الحاجة غلى فعل ذلك يدويا.
استراتيجية إدارة المخاطر الأخرى التي يجب عليك استخدامها هي التنويع. إذا كنت تركز على تداول العملات الأجنبية (الفوركس)، فمن الأفضل فتح صفقات على عدة أزواج العملات. هكذا، إذا تعرضت أحد الأسواق لانخفاض مفاجئ، يمكن للأسواق الأخرى التي تشهد حركة ارتفاع أن تساعد في تعويض خسائرك.
8. تدوين سجلات تداولاتك
إن تدوين سجلات لتداولاتك هو عادة مفيدة جدًا، وحتى المتداولين المحترفين ذوو الخبرة لعقود من الزمن يفعلون ذلك. عليك كتابة كل التفاصيل الهامة حول تداولاتك: نقاط الدخول والخروج والتوقيت ومستويات الدعم والمقاومة وفتح وإغلاق السوق اليومي. تلك المعلومات يمكن أن تساعدك على فهم الأسباب وراء تداولاتك الناجحة أو الفاشلة. فهم جميع العوامل والظروف التي تؤثر على تداولاتك يفيدك في تحسين مهاراتك و استراتيجيتك في التداول.
9. تحليل أرباحك وخسائرك
من المهم معرفة كم من المال كسبت أو خسرت خلال التداول. صحيح أن الغرق في التركيز على الجانب المالي للتداول يمكن أن يكون ضارا بتداولاتك المستقبلية، ولكن في النهاية، التداول هو عمل، والمال دائمًا مهم عندما يتعلق الأمر بنجاح الأعمال. لذلك، فإن معرفة و تحليل صافي أرباحك هو طريقة جيدة لفهم ما إذا كان خطة التداول الحالية تعمل بشكل جيد أم إذا كنت بحاجة إلى إعادة ضبطها لتحقيق أهدافك.
10. التحسين المستمر
للأسف، لا يوجد هناك خطة تداول فوركس واحدة مناسبة للجميع. في بعض الأحيان، قد لا تعمل خطة التداول الأولى بالطريقة التي كنت تتوقعها. وفي أحيان أخرى، الخطة تعمل في البداية، لكن النتائج تسوء بعد ذلك. ومن المرجح أيضًا أن تتغير احتياجاتك وأهدافك مع مرور الوقت، لذلك ستحتاج إلى تطوير خطة جديدة للتداول تضمن تحقيق هذه الأهداف. فالتداول يتطلب التطوير و التحسين الدائمين. يمكن استخدام خطط التداول السابقة الناجحة كأساس للخطط الجديدة، ولكن يجب عليك السعي دائمًا لإيجاد حلول جديدة لتحسين الأمور بشكل أفضل.
الخلاصة
عالم تداول فوركس يتحرك بسرعة، لذلك فمن السهل أن يتوه المتداول بين حركة الأسعار المتغيرة باستمرار و العواطف القوية المرتبطة بالتداول. أفضل طريقة لضمان النجاح في التداول هي إعداد خطة تداول تتبع كل الأمور التي تحتاج إلى الانتباه لها قبل فتح صفقة تداول جديدة. خطة التداول الجيدة يمكن أن تساعدك على العمل في البيئة المتسارعة لسوق الفوركس، وتبقيك مركزا وعقلانيا عند اتخاذ قراراتك. كما أنها تساعدك على تحسين مهاراتك في التداول بشكل أسرع بكثير مما لو كنت تتداول من دونها.